سلطات البيضاء تستعين بالخبرة النمساوية لمعالجة أطنان النفايات

تدرس مصالح الدوائر المسؤولة في مدينة الدار البيضاء اللجوء إلى تقنية متطورة لمعالجة ما يزيد عن 1.28 مليون طن من النفايات التي تنتجها العاصمة الاقتصادية سنويا وتوجهها بالكامل إلى المطرح العمومي الموجود بمديونة؛ وذلك عن طريق المعالجة الحرارية للنفايات، بعد تعذر توفير الوعاء العقاري الجديد لفتح مطرح جديد لتعويض المطرح الحالي المقرر إغلاقه في غضون شهر مارس المقبل.

ووفق معطيات توصلت بها هسبريس من مسؤولين في مجلس مدينة الدار البيضاء والجهة، فإن الحل الذي يجري تدارسه حاليا يعتمد على الاستعانة بخبراء نمساويين من أجل بناء وحدة صناعية متطورة على مساحة لا تتعدى الهكتار الواحد، تحتوي على فرن متطور من الجيل الجديد لحرق النفايات بكافة أنواعها واستغلالها في إنتاج الطاقة الكهربائية للمدينة.

وأشارت المصادر إلى أن التقنية النمساوية، التي يتم العمل بها في العاصمة فيينا، يمكن إقامتها بالقرب من التجمعات السكنية دون وجود أي مخاطر لتلويث الجو الخارجي؛ وهو ما سيتيح للدار البيضاء التخلي عن تقنية الطمر، كما هو معمول به في مطرح مديونة الذي يستقبل 3600 طن من النفايات يوميا، وبالتالي تفادي الآثار السلبية لهذه العملية على البيئة والفرشة المائية.

وتشير التقديرات الأولية إلى أنه في حالة اعتماد حل إنشاء هذه المحطة الحرارية، فإن ذلك سيمكن الدار البيضاء من إنتاج ما لا يقل عن 200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، إلى جانب أزيد من مليوني ميغاواط من الطاقة الحرارية؛ وهو ما سيتيح للعاصمة الاقتصادية من التوفر على موارد مالية مهمة التي يمكن توظيفها في إطلاق مشاريع تأهيلية للمدينة، يقول مصدر مأذون من مجلس الدار البيضاء.

وكان مجلس جماعة الدار البيضاء قد صادق، الشهر الماضي، على تمديد مدة استغلال مطرح النفايات بمديونة لمدة 6 أشهر إضافية بعد أن كان مرتقبا إغلاقه نهاية السنة الجارية والشروع في استغلال المطرح العمومي الجديد.

وحالت مجموعة من المشاكل دون خروج المشروع الجديد إلى أرض الوجود؛ وفي مقدمتها عدم تخصيص وعاء كاف لاحتضان هذا المطرح والذي رصدت له الدراسات 87 هكتارا، تم توفير جزء منه إلى حدود الساعة حدد في 35 هكتارا، وأيضا بسبب عدم التوافق مع شركة التدبير المفوض "إيكو ميد" حول ميزانية المطرح الجديد وإعادة تأهيل المطرح العمومي الحالي الواقع بمديونة.